عنوان الكتاب: الإمام أحمد رضا خان مفخرة الإسلام

محبته لسيدنا النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:

كان رحمه الله تعالى محباً وعاشقاً لجناب سيدنا النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فأضاف لنفسه اسم ووصف (عبد المصطفى) قبل اسمه أي مملوك وخادم المصطفى، تقرباً وتوسلاً إلى سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان ينشد قائلاً:

يا رضا مالي أراك خائفاً **** لك الأمان فأنت عبد المصطفى[1]

فاسمه هذا كان عنوان حياته، والدفاع عن الجناب النبوي الشريف وحمايته من المبتدعين كان شغله الشاغل، فألف الكثير من المؤلفات، وأصدر الفتاوى في إظهار مكانة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وعلو شأنه، ورفعة قدره عليه الصلاة والسلام..

وكان شاعراً من الطراز الرفيع ليس في الأوردية فحسب بل وفي العربية والفارسية، وجعل جُلَّ شعره في مدح الحبيب صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ومن أشهر ما نظمه رحمه الله قصيدته الطويلة التي تسمى (القصيدة السلامية) وسميت كذلك لتكرار الصلاة والسلام على النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيها، والتي يطلق عليها في الأوردية (البردة)، والقصيدة السلامية مدح لسيدنا النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وذكر لشمائله، فيذكر أن جبينه السعيد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ازدان بتاج الشفاعة، وحاجبه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم انحنى له محراب الكعبة إجلالاً، وأن عينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أينما نظرت أحيت ما نظرت إليه، وأنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أحسن الوجه، وفمه الشريف صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ورد رقيق، ولسانه مفتاح كن، وأسنانه كالدرر إذا بدت شع نور، ولحيته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كالبلسم، وهو نبات عطري له ثمار حساسة تتلف عند اللمس، وشبه الخاتم بالحجر الأسود، ولكن ليس لبيت الله بل لكعبة الروح وشبه الأظفار بالأهلة، وأما ركبتيه الشريفتين فقد جثا كل نبي على ركبتيه عند سيدنا النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وتبعه في الطريق الذي سلكه، وأنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان يتنحى عن الرضاع لمن يرضعون، فالكرم والإيثار كان من كمال خصاله منذ فجر حياته.. ويذكر آل بيته رضي الله عنهم وأئمة المذاهب والأقطاب، فهي حقيقة بردة العجم،[2]


 



[1] (ذكره الإمام أحمد رضا خان في ديوانه الشعري المعروف بـ "حدائق بخشش" بالأوردية، صـ١٧٩).

[2] (يُنظَر كتاب: المنظومة السلامية في مدح خير البرية، من الصفحة ٨٥ إلى الصفحة ١٠٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20