عنوان الكتاب: الإمام أحمد رضا خان مفخرة الإسلام

تصوفه وكراماته:

كان الشيخ أحمد رضا شيخ الطريقة القادرية العلية، التي تلقاها من الشيخ الشاه آل رسول المارهروي رحمه الله تعالى، وهو من كبار تلامذة الشيخ عبد العزيز الدهلوي، فقد سافر مع والده في ١٢٩٥ هـ إلى قرية مارَهْرة للقاء الشيخ آل رسول فبايعوا الشيخ وأجازه بالطريقة، فاستغرب حفيد الشيخ آل رسول، وهو الشيخ أبو الحسين النوري، وسأل جده عن السر الذي بينه وبين الشيخ أحمد رضا وكيف أجازه، فقد كان الشيخ آل رسول شديد الاحتياط في البيعة والإجازة، فقال له جده (كنت أفكر منذ مدة، لو أن ربي سبحانه وتعالى سألني: بما جئتني يا آل رسول؟ فماذا أجيب؟ واليوم اطمأن قلبي بحمد الله تعالى، فإن سألني المولى الجليل، فسأقدم له تلميذي ومريدي أحمد رضا،)..[1]

وقال: (ثم إن بقية الناس يأتوننا بوسخ القلوب والبواطن فنصفي قلوبهم أولاً ونبايعهم ثانياً، وهذا أحمد رضا وأبوه حينما أتيا كانا صافيي القلب، والذي يحتاجانه هو الربط والاتصال، فوصلناهما بطريقتنا القادرية وأجزتهما حتى يستفيد منهما الخلق إن شاء الله تعالى).[2]

فكان الشيخ أحمد رضا رحمه الله كما توقعه شيخه ومربيه الشيخ آل رسول، حرص على إصلاح الناس وتربيتهم وإرشادهم، وكان له طلاب كثر ومريدين، وذاع صيته في أرجاء العالم الإسلامي، وكان يأتيه طلبة العلم والمحبون من مختلف البلاد، لينالوا من علمه، ويسلكوا طريق التصوف على يديه، وكتب الله تعالى لطريقته الانتشار والقبول، فكان له الكثير الكثير من المريدين والمحبين، فالإمام أحمد رضا تولى دين الله فتولاه الله سبحانه...


 



[1] (جد الممتار على رد المحتار، صـ١/٢٥ - ٢٦).

[2] (جد الممتار على رد المحتار، صـ١/٢٦ - ٢٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20