وكذلك قدّم إليه علماء مكة المكرمة سؤالاً عن النوط (وهي العملة الورقية المتداولة بين الناس) وقد عجز كبار العلماء عن حله، فلبى الشيخ حاجتهم وأجابهم بجوابٍ شافٍ كافٍ، وكتب كتاباً ارتجالاً من غير مراجع سماه بـ "كفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم".[1]
وفي حجته الثانية طُلب من الإمام التحقيق في مسألة علم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بالغيب، ورغم ظروف السفر وغياب المراجع فقد استطاع الإمام إنجاز كتابٍ قيمٍ جداً بتحقيقاته الباهرة خلال ثلاثة أيام، في عشر ساعات تقريباً باسم "الدولة المكية بالمادة الغيبية".... سبحان الله![2]
حقيقة نحن نقف أمام شخصية علمية هامة، وعبقرية نادرة، قل أن تتكرر، ومهما أسهبنا في الكلام عنه فإننا لن نستطيع أن نحيط بشخصية الإمام أحمد رضا وبعلمه وآثاره، وقد ظهرت عليه علامات النبوغ من نعومة أظفاره، وتحدث عنها كثيرٌ ممن عاصروه.
يقول الشيخ إحسان حسين عنه وكان زميلاً له في دراسته: (كان يقرأ على أستاذه مقدار ربع من الكتاب ثم يعكف هو على قراءته واستيعابه ثم يقرأه من بعد على أستاذه لا ينسى منه لفظاً ولا عبارة، مما يشهد له بقوة الذكاء وشدة الميل لتحصيل العلم).[3]