بَاغِيَ الْخَيْرِ يَمِّمْ وَأَبْشِرْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَانْظُرْ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ نَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ نَتُوبُ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ نَسْتَجِيبُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ نُعْطِي سُؤْلَهُ؟ وَللهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ كُلَّ لَيْلَةٍ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ سِتُّونَ أَلْفًا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ أَعْتَقَ مِثْلَ مَا أَعْتَقَ فِي جَمِيعِ الشَّهْرِ ثَلَاثِينَ مَرَّةً سِتِّينَ أَلْفًا»[1].
أيّها الإخوة! ما هو شهر رمضان؟! وما هو فضله ومنزلته؟! تُفتح فيه أبواب الرحمة والمغفرة، بفضلٍ من الله وكرمه، اللهم اجعل حظّنا مِن هذا الشهر الكريم، المغفرة والعتق من النار، بجاه نبيّك الكريم ﷺ.
عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ، وَإِذَا نَظَرَ اللهُ إِلَى عَبْدٍ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا، وَللهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ أَلْفُ أَلْفِ عَتِيْقٍ مِنَ النَّارِ، فَإِذَا كَانَتْ لَيلَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعْتَقَ اللهُ فِيْهَا مِثْلَ جَمِيعِ مَا أَعْتَقَ فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ، فَإِذَا كَانَتْ لَيلَةُ الفِطْرِ ارْتَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ، وَتَجَلَّى الْجَبَّارُ تعالى بِنُورِهِ، مَعَ أَنَّهُ لَا يَصِفُهُ الوَاصِفُوْنَ.
فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ وَهُمْ فِي عِيْدِهِمْ مِنَ الغَدِ: يَا مَعْشَرَ الْمَلَائِكَةِ،