حُكي: أنّ رجُلًا اسمه محمّد كان لا يُصلِّي قطُّ، فإذا دخل رمَضانُ يزيّن نفسَه بالثِّياب والطِّيب، ويُصلِّي ويَقضِي ما فاتَه.
فقيل له: لِمَ تَفعَل ذلك؟
فقال: هذا شهرُ التوبةِ والرحمة والبرَكة، عسَى اللهُ أنْ يَتجاوزَ عنّي بفضلِه، فماتَ، فرُؤِي في المنام.
فقيل له: ما فعل اللهُ بك؟
قال: غفَر لي ربّي بحرمة تعظيمي رمَضان[1].
أخي الحبيب! كم لله مِن رحمةٍ وفضلٍ وكرمٍ على الشخص الذي قدَّر هذا الشهرَ وعرَف له قَدرَه، فإنّ الله عزّ وجلّ يغفِر له بتعظيمِ حرمةِ رمَضان، وإيّاك أنْ تَفهم أخي مِن هذه القصّة: أنّ العبادةَ تَكفِي في شَهر رمَضان فقط، أو أنّها تَضمَنُ لصاحبِها دُخولَ الجنّة.
أخي الحبيب! إنّ كلَّ هذا موقوفٌ على مشيئةِ الله عزّ وجلّ، فإنْ شاء غفَر على حسنَةٍ صغيرةٍ برحمتِه وفضلِه وإنْ شاء أخَذ باليَسير وعَاقَب بعَدلِه وقِسطِه، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ