ويسعى في مهمّاته وأغراضه، ويظهر مَنْ حبّه والشفقة عليه ما يستميل به قلبه، وقد ورد في الحديث: قال النبيُّ ﷺ: «مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ مُتَنَصِّلًا فَلْيَقْبَلْ ذَلِكَ مِنْهُ مُحِقًّا كَانَ أَوْ مُبْطِلًا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الْحَوْضَ»[1].

فعليه (أي: على طالب العفو) أنْ يعامل صاحبَ الحقّ بلطفٍ ورفقٍ، ويساعده في أعماله وحاجاته، ويظهر له المحبّةَ والشفقة، حتّى يميل قلبُه إليه، كما يقال في المثل المعروف: "الإنسان عبد الإحسان".

ومَنِ ابتعد بسبب الشرّ، فسيقترب بسبب الخير، فعندما تكثُر المحبّةُ والرحمةُ فسيسعد قلبُه وبذلك يستعد بنفسه للتسامح، ولكنّه رغم ذلك إنْ أصرَّ على عدم التسامح، فمِنَ الممكن أنْ تُعتبر معاملته بالرفق والشفقة وطلب العفو عنه مِن حسنات المجرم التي يجزى بها على معاصيه يوم القيامة، وعلى كلّ حالٍ فيجب عليه أنْ يحاول إسعاده بالمحبّة والشفقة كما حاول أنْ يؤذيه حتّى يصبح أحد العمَلَين مساويًا للآخر أو أكثر منه، وعسى الله جلّ وعلا أنْ يتقبّل عملَه هذا يوم القيامة، كما إذا أتلف شخصٌ مالًا لآخر، ثمّ أتى بمثله ولكن صاحب المال رفض قبوله أو مسامحته، فقرّر الحاكم قبض ذلك المال سواء قبلها أم لا، وبنفس الطريقة فإنّ الله الكريم الّذي هو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين يأمر ويقرّر يوم القيامة.