الثريُّ هو مَنْ كثرت حسناته
أيها الإخوة الإيمان! ها قد سمعتُم بحمد الله تعالى أنّ الحبيب المصطفى ﷺ ركّز على أهمّيّة حقوق العباد أشدّ التركيز، وهذا هو حال الشخصيّة العظيمة الّتي لا تضيع حقَّ مخلوقٍ قطّ في سائر حياتها الشخصية المثالية الّتي لعبتْ دورًا نموذجيًّا في أداء حقوق الجميع، سواء كانوا أصدقاءه أو أعداءه، الشخصيّة الكريمة الّتي أدّت حقوقَ مَنْ طالب بها جبرًا، فأعطاهم أكثر ممّا يريدون، فسيّدنا النبي الكريم ﷺ لم يأكل حقَّ النّاسِ بالباطل، ولم يماطلهم في حقّهم قطّ، فقد أدّى حقوقَ مَنْ طالب بها قبل موعد السداد؛ متحلّيًا بالصبر والتحمّل بدلًا مِنْ أنْ يغضب عليهم، وبرؤية أعماله اليوميّة المباركة والاستماع إلى تعليماته قد أدرك الصحابةُ رضي الله تعالى عنهم أجمعين أهمّيّةَ حقوقِ العباد واستمرّوا في أدائها، نفديه صلوات ربّنا وسلامه عليه بحياتنا، كم كان سيّدنا النبيُّ ﷺ عظيمًا في معرفة الحقوق، متواضعًا متفكّرًا في الآخرة، لم يكنْ يخشى أحدًا إلّا الله جلّ وعلا، وقد أعلن الحبيب المصطفى ﷺ في ملَأٍ مِنَ النّاسِ عن تأدية حقوقهم لهم منه إنْ كان لهم شيء أو العفو عنها، وحثّ النَّاسَ على أداء حقوق بعضهم بعضًا مذكّرًا إيّاهم حساب الآخرة، ولذلك إذا قصرنا في حقِّ مسلمٍ عن قصد أو عن غير قصد أو تسبّبنا في ضرر للآخرين فيجب علينا الاستسماح وطلب العفو والمسامحة فورًا مِن الآخرين.