وقد نقل الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى: أنّ سيّدتنا حليمة ابنة الحارث رضي الله عنها لمّا قدمتْ إلى النبيِّ ﷺ، وقد تزوّج سيّدتنا خديجةَ رضي الله عنها، فشكتْ إليه جَدب البلاد، فكلّم النبيُّ ﷺ سيّدتنا خديجةَ رضي الله عنها، فأعطتْها أربعين شاةً وأعطتْها بعيرًا[1].
بر الوالدين من الرضاع
عن سيّدنا عمرو بْنِ السَّائِبِ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ كَانَ جَالِسًا يَوْمًا، فَأَقْبَلَ أَبُوهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَوَضَعَ لَهُ بَعْضَ ثَوْبِهِ، فَقَعَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ أُمُّهُ فَوَضَعَ لَهَا شِقَّ ثَوْبِهِ مِنْ جَانِبِهِ الْآخَرِ فَجَلَسَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أقبل أخوه من الرضاعة، فقام ﷺ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانَ النبيُّ ﷺ يَبْعَثُ إِلَى سيّدتنا ثُوَيْبَةَ -رضي الله تعالى عنها- مَوْلَاةِ أَبِي لَهَبٍ مُرْضِعَتِهِ بِصِلَةٍ وَكِسْوَةٍ[2].
والأصحّ أنّ سيّدتنا ثويبة رضي الله تعالى عنها مرضعة الرسول ﷺ أسلمتْ وآمنتْ به، وكذلك سيّدتنا حليمة السعدية ابنة الحارث رضي الله تعالى عنها أسلمتْ وبايعتْ، وأسلم زوجُها الحارث بن عبد العزّى رضي الله تعالى عنه، وكانتْ سيّدتنا ثويبة مرضعة الرسول ﷺ تحضر إليه، وقد تزوّج الرسول ﷺ سيدتنا خديجة رضي الله تعالى عنها، فكان