حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»[1].
ما المراد بالظالم؟
أيّها الإخوة! تذكّروا أنّ المراد بالظالم هنا ليس فقط قاتلًا أو قاطع الطريق أو مقاتلًا، وإنّما يدخل فيه أيضًا كلُّ مَنْ أكل حقَّ شخصٍ ما بغير حقٍّ ولو قليلًا، مثلًا: أكل نصفَ ليرة فقط لشخصٍ ما بالباطل، أو وبّخه بدون إذنٍ شرعيٍّ، أو حتّى حدّق فيه بغضبٍ، أو سخر منه وما إلى ذلك، فمَنْ قام بهذه الأعمال المذكورة فإنّه ظالمٌ أيضًا والآخر مظلوم، فإنْ كان ذلك المظلوم قد أكل حقَّ الظالم أيضًا ففي مثل هذه الحالة كلاهما يعدّان ظالمين ومظلومين فيما بينهما، وكذلك سيكون هناك كثيرٌ مِن النّاس ظالمين في حقّ البعض ومظلومين في حقّ البعض الآخر.
وكان سيّدنا عبد الله بن أُنيس رضي الله تعالى عنه يقول: بلغني أنّ الله يقول: أنا المَلِكُ، أنا الدَّيّانُ، ولا ينبغي لأَحدٍ مِن أهلِ النّارِ أنْ يَدخُلَ النارَ، ولهُ عندَ أحدٍ مِن أهلِ الجَنَّةِ حقٌّ حتّى أَقِصَّهُ منهُ، ولا يَنبغي لأَحدٍ مِن أهلِ الجنَّةِ أنْ يَدخُلَ الجنَّةَ ولأَحدٍ مِن أهلِ النّارِ عندَهُ حقٌّ حتّى أَقِصَّهُ منه حتّى اللَّطمَةَ.
قُلنا: كيفَ؟ وإنّا إنَّما نَأتِي اللهَ عزَّ وجلَّ عُراةً غُرلًا بُهْمًا؟