عنوان الكتاب: حقوق العباد في ضوء السيرة النبويّة

قال: بالحسَنَاتِ والسيِّئات[1].

أيّها الأحبّة! إنّ مِنْ أعظمِ حقوق العباد حقّ للوالدين، ثم ذوي الأرحام على الترتيب فإنّهم يستحقّون الاحترامَ والإحسان والمعاملةَ الكريمة أكثر شيء، ولكنْ مع الأسف قد قلّ الاهتمامُ بهذه الأمور الآن، وهناك كثيرٌ مِنَ النّاس معروفون بأخلاقهم الحميدة جدًّا في المجتمع ولكنّهم قاساة، غِلاظ، شِداد، أخلاقهم سيّئةٌ في منازلهم، وخاصّة تجاه والديهم أو أزواجهم، ولنلفت نظر أمثال هؤلاء النّاس إليكم أثرًا عن سيّدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ : «ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ»[2].

تذكّروا! أنّ الوالدين منحة مِنَ الله الّتي لا تقدّر بثمن، وقد ذُكِرتْ آيات قرآنيّة وأحاديث نبويّة تدلّ على مكانة الوالدين الرفيعة، فطاعة الوالدين وسيلةٌ لرضا الله ورسوله ، وإنّ الآباء يضحّون براحتهم مِن أجْل راحة أطفالهم، يولد الأطفال مِن دم كبد الوالدين، إنّ الآباء يتألّمُون ويذرفون الدموع عندما يرون أطفالهم مرضى، ويبقى الوالدان ساهرين على راحة أبنائهم طوال الليل أمام أطفالهم المرضى، ويكرّسون حياتهم


 

 



[1] "مسند أحمد بن حنبل"، مسند المكيين، حديث عبد الله بن أنيس، ٥/٤٢٩، (١٦٠٤٢)، و"الأدب المفرد"، باب المعانقة، ص ٢٦٣، (٩٩٩).

[2] "المعجم الأوسط"، من اسمه إبراهيم، ٢/٤٣، (٢٤٤٣).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29