عنوان الكتاب: حقوق العباد في ضوء السيرة النبويّة

يقول المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: إنّ سيّدنا رسول الله فعل هذا الأمر إظهارًا للاحترام والتقدير والتعبير عن الفرح والسرور، وقد اتّضح مِنَ الحديث الشريف أنّ القيام لاحترام الآخر يجوز، ومهما كان الإنسان عظيمًا فإنّه يحترم مَنْ ربّاه أو رعاه، هذا هو المكان الّذي يحضر فيه سيّدنا جبريل عليه السلام خادمًا، ولكنْ بسط رداءه الشريف لتلك السيّدة، وفي هذا الموقف درسٌ نتعلّم منه أنّه إذا كان هذا الأدب والاحترام مع المرضعة، فكيف ينبغي أنْ يكون الاحترام والتقدير للأمّ الحقيقية!؟

ويضيف المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى قائلًا: وقعتْ هذه الحادثة بالذات يوم غزوة حنين، وذلك لَمَّا فرغ سيّدنا النبيُّ الكريم مِنْ هذه المعركة، كان جالسًا بين جماعة الصحابة إذْ جاءته سيّدتنا حليمة السعدية رضي الله تعالى عنها فقام لها وخلع لها رداءه وبسطه تحتها، ولم يتكلّم أحدًا ما دامتْ جالسة، وظلّ متوجّهًا إليها، فلمّا رجعتْ قدّم لها الهدايا ومشى معها يودعها، فقال سيّدنا النبيُّ أو أحد الصحابة للحاضرين: هذه أمّه التي أرضعته.

أيّها الشابّ الغافل في زماننا! اِقرأْ هذه القصة وخُذْ منها العظة والعبرة، فإنّ كثيرًا مِنَ النّاس اليوم لا يحترمون أمّهم الحقيقية[1].


 

 



[1] "مرآة المناجيح"، ٥/٥١، تعريبًا من الأردية.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29