ومن فقِهَ في الدين فقد نال أسبابَ السعادة والنجاة والفوز، وعلم الفقه من العلوم الهامّة التي ينبغي لأهل العلم العناية بها، وإيضاحها للناس، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦﴾ [الذاريات: 51/56].
ومن أجل ذلك قد حرص السَّلفُ الصالحُ على تعلُّم الفقه، واستنباطِ أحكام الشريعة الغرّاء، وأوقفوا حياتهم للسَّير الدُّؤُوبِ في البحث والتأليف ليلًا ونهارًا بِهِمَمٍ عاليةٍ، لا تعرِفُ كَلَلًا ولا مَلَلًا، وعَمَدوا إلى تدوين علومِهم، ولم يهملوا شيئًا منها.
سبب اختيار البحث وأهميته
كتاب "الفتاوى الرضوية" ذو أهميَّة كبيرة؛ لأنّه من أهمّ كتب الإمام أحمد رضا خان الهندي الحنفي رحمه الله تعالى (ت: ١٣٤٠هــ) الذي يمثِّل قمَّة إنتاجه وغزارة علمه؛ ولأهمّيّة الكتاب قال العلامة الجليل السيّد إسماعيل رحمه الله تعالى حافظ كتب الحرم كما جاء في كتابه: «... ثانيًا: تفضّل علينا سيّدنا بعدّة أوراق من فتاويه أنموذجة نرجو الله عزّ شأنه أنْ