رسولي، مَن اسْتسلم لقضائي وصبر على بلائي وشكر نعمائي، كتبتُه صِدّيقًا وبعثتُه مع الصِدِّيقين، ومَن لم يستسلم لقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر نعمائي، فليتّخذ إلهًا سواي[1].
وقد ورد في الحديث الشريف: عن سيدنا صُهيبٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»[2].
قال العلّامة عبد الرؤوف المناوي رحمه الله في شرح قوله ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ»: وليس ذلك للكافرين ولا المنافقين، ثمّ بيّن وجه العجب بقوله: «إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ» كصحّةٍ وسلامةٍ ومالٍ وجاهٍ، «شَكَرَ» اللهَ على ما أعطاه، «فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»: فإنّه يكتب في ديوان الشاكرين، «وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ»: كمصيبةٍ، «صَبَرَ فَكانَ خَيْراً لَهُ»: فإنّه يصير مِن أحزاب الصابرين الّذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين، فالعبد ما دام قلم التكليف جاريًا عليه فمناهج الخير مفتوحة بين يديه، فإنّه بين نعمةٍ يجب عليه شكر المنعم