عنوان الكتاب: تقدير نعم الله وشكره عليها

فقلتُ: والله! لأسألنّه: أعُلِّمَه أو أُلهِمَه، فدنوتُ منه فسلّمتُ عليه، فردّ عليّ السلام، فقلتُ: إنّي سائلك عن شيءٍ تخبرني به؟

قال: إنْ كان عندي منه علم أخبرتُك به.

فقلتُ: على أيِّ نعمةٍ تحمده عليها؟ أمْ على أيِّ فضيلةٍ تشكره عليها؟

قال: أليس ترى ما قد صنع بي؟

قلتُ: بلى!

قال: فوالله! لو أنّ الله تعالى صبّ عليّ من السماء نارًا فأحرقتني، وأمر الجبال فدمّرتني، وأمر البحار فغرّقتني، وأمر الأرض فخسفتْ بي، ما ازددتُ له إلّا حبًّا وشكرًا[1].

إخوتي الأعزّاء! هكذا هم الصالحون رغم حرمانهم مِن بعض النِّعَم يبقون صابرين شاكرين؛ كأنّ تلك النِّعَم لم تفارقهم أبدًا، ولذلك يجب علينا أنْ نسير على خطاهم فنُعوِّد أنفسنا على الصبر عند المحن والمصائب والشكر على النِّعَم؛ لأنّ هاتين العادتين من العادات النبيلة الرائعة التي يمكن أنْ يصل بها الإنسان إلى أعظم مقام في الصديقيّة.

الصبر والرضا بقضاء الله تعالى

قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: أوّل شيءٍ كتبه الله تعالى في اللّوح المحفوظ: إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا، محمّد


 

 



[1] "عيون الحكايات"، الحكاية الحادية والسبعون، ص ۹۴.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29