المُرُوءةَ، وإنّهُ ليَنوبُ عن الخمر، ويَفعَلُ ما يَفعَلُ السُّكْرُ، فإن كنتم لا بُدَّ فاعِلِين، فجنِّبُوهُ النِّساءَ إنّ الغِناءَ داعِيَةُ الزِّنَا[1].
أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى كانوا يحرصون على شكر النِّعَم، وما كانوا يحبّون أنْ يشتكوا إلى مخلوق أبدًا كيلا يقعوا في عدم شكرها رغم ابتلائهم بالمحن الهائلة، وإذا تعجّب أحد من حياتهم الهادئة والطيّبة يبقون على شكرهم وصبرهم رغم المحن والمصائب والبلايا التي يتعرّضون لها، فيذكرون له نِعَم الله تعالى الأخرى الكثيرة وكرمه وفضله عليهم بأسلوبٍ جميلٍ يجعله يشعر بأنّهم يمتلكون كلّ أنواع الرفاهية، دعونا نستمع إلى قصّةٍ إيمانيّةٍ عن رجلٍ صالحٍ صبورٍ شاكرٍ لنأخذ الدرس والعبرة منها:
درسٌ في الصبر والرضا
عن سيدنا الإمام الأوزاعي رحمه الله قال: حدّثني بعض الحكماء قال: خرجتُ وأنا أريد الرباط حتّى إذا كنتُ بعريش مصر -أو دونه- إذا أنا بمظلةٍ، وإذا فيها رجلٌ قد ذهبتْ يداه ورجلاه وبصره، وإذا هو يقول: اللّهمّ إنّي أحمدك حمدًا يوافي محامد خلقك كفضلك على سائر خلقك، إذ فضَّلتَني على كثيرٍ ممّن خلقتَ تفضيلًا.