عنوان الكتاب: تقدير نعم الله وشكره عليها

وحصرها، فكيف بنعمة العظام التي لا يمكن الوصول إلى حصرها لجميع الخلق!؟ فذلك قوله تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآ يعني: ولو اجتهدتّم في ذلك وأتعبتم نفوسكم لا تقدرون عليه[1].

أيها الأحبّة! هذه الآية الكريمة تعلّمنا بأنّنا لو أفنينا حياتنا كلّها في حصر نِعَم الله الّتي امتنّ بها علينا لا نحصيها ولا نؤّدي حقوقها كما ينبغي أداؤها، ولذلك فإنّ الحكمة تقتضي أنْ نذكر دومًا نِعَم الله تعالى علينا بالشكر حالة الجِدة والوُسعة، وبالصبر في حالة الفقر والإفلاس والمرض والعجز والشيخوخة والضعف والمصائب والآلام بدلًا مِن الشكوى إلى المخلوق، كما يلزم أنْ نشكر الله في حالة الرخاء، لكنّنا للأسف! لا نعتبر النعمة إلّا الثراء والرخاء والصحّة والشباب والعافية، ونحن في الواقع لا نقدّر النعم ولا نستحقّها، وإذا أنعم الله جلّ وعلا علينا بنعمه فينبغي علينا أنْ نفعل ما يرضي اللهَ شاكرين له ما أنعم وتفضّل، ونتجنّب المعاصي، ولكن للأسف! عندما ينال كثير من المسلمين النِّعَم أو تكون عندهم مناسبات الأفراح كحفل العقيقة والخِطبة والزواج أو حتّى يوم استقلال دولة ما، فإنّهم يغنون الأغاني ويعزفّون الموسيقى وينشغلون باللّهو واللّعب والتّقاليد غير الشرعيّة، وبذلك يخسرون آخرتهم بغضب الله عليهم.


 

 



[1] "تفسير الخازن"، ۳/۱۱۷، ]النحل: ۱۸[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29