قد تتحوّل نعمة إلى نقمة
أحبّتي في الله! في بداية هذه المحاضرة مِن هذا الاجتماع الأسبوعي لمركز الدعوة الإسلامية نتذكّر معكم حكايةً وعظيّةً لأحد الصالحين ثمّ نحاول التمسّك بها إن شاء الله تعالى، فهيّا بنا لكي نستمع لها:
يذكر صاحب "عيون الحكايات": عن سيّدنا الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى قال: كان سيّدنا يونس بن يوسف رحمه الله تعالى مِن العباد -أو قال: مِن خيار النّاس-.
فأقبل ذات يومٍ وهو رائح من المسجد، فلقيتْه امرأة، فوقع في نفسه منها، فقال: اللّهمّ إنّك جعلتَ لي بصري نعمةً، وقد خشيتُ أنْ يكون عليّ نقمة، فاقْبضه إليك.
قال: فعمي.
وكان يروح إلى المسجد يقوده ابن أخ له، فإذا استقبل به الأسطوانة اشتغل الصبي يلعب مع الصبيان، فإذا نابتْه حاجةٌ حصبه، فأقبل إليه.
فبينا هو ذات يوم ضحوة في المسجد أحسّ في بطنه بشيءٍ، فحصب الصبي، فشُغِل الصبي مع الصبيان حتّى خاف الشيخ على نفسه، فقال: اللّهمّ إنّك جعلتَ لي بصري نعمة، فخشيتُ أنْ يكون عليّ نقمة، فسألتُك قبضه إليك، وقد خشيتُ الفضيحة، فردّه إليّ، فانصرف إلى منزله صحيحًا يمشي.