عنوان الكتاب: تقدير نعم الله وشكره عليها

قال: أنْ يكونَ أسفلُهُ طعامًا وأعلاهُ عِلمًا.

قال: وما شُكرُ الفَرْج؟

قال: كما قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧ [المؤمنون: ۵-۷].

قال: فما شُكرُ الرِّجلَين؟

قال: إنْ رأيتَ حيًّا غبَطْتَهُ، اسْتَعملتَ بهما عمَلَهُ، وإنْ رأيتَ ميِّتًا مقَتَّهُ، كفَفتَهُما عن عملِه، وأنْتَ شاكرٌ للهِ عزّ وجلّ، فأمّا منْ يشكُرُ بلسانِهِ ولم يَشكُر بجميعِ أعضائِهِ، فمَثَلُهُ كمثلِ رجُلٍ لهُ كِساءٌ فأَخَذ بِطرفِهِ ولم يَلبسهُ، فلم يَنفَعهُ ذلك منَ الحرِّ والبَرْد والثَّلْج والمطَر[1].

من أقوال السلف عن الصبر والشكر

أيها الأحبّة! لا شكّ أنّ الحياة الطاهرة لسلفنا الصالحين مثالٌ يحتذى به، ومنارة تضيئ درب الهداية لنا، كانوا حرصين على تجنّب جحود النعم؛ لأنّهم كانوا يعرفون قدر النعم، ما كانوا غافلين عن تذكّر نعم الله وشكره عليها، كان أسلوب شكرهم جميلًا جدًّا لدرجة أنّهم عندما كانوا يأكلون أو يشربون أو يرتدون الملابس أو يقومون بأيّ عملٍ يذكرون نعم الله تعالى، وأحيانًا كانوا يتفكّرون في نعم الله وهم يسهرون حتّى الصبح، هيّا


 

 



[1] "حلية الأولياء"، سلمة بن دينار، ۳/۲۷۹-۲۸۰، (۳۹۶۳).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29