عنوان الكتاب: تقدير نعم الله وشكره عليها

(۳) شكر من خلال الأطراف

وبالإضافة إلى اللّسان يجب علينا أيضًا أنْ نشكر الله تعالى مِن خلال الأعضاء والجوارح كاليد والقدَمَين والعينَين بأنْ لا نفعل بهنّ إلّا الأعمال المباحة والتي فيها الأجر والثواب، وأنْ نبتعد عن اسْتخدام جميع الأعضاء في المحرّمات إلى جانب فضول الأعمال التي لا فائدة فيها، فعن سيّدنا زيادٍ رحمه الله تعالى قال: إنّ ممّا يجب لله عزّ وجلّ على ذي النّعمة بحقّ نعمته ألّا يتوصّل بها على معصيته[1].

(۴) الصبر على الشدائد

يجب على المرء أنْ يعوّد نفسه على الشكر حتّى في حالة الضيق، وعلى سبيل المثال: هكذا ينبغي أنْ يقول: الحمد لله سبحانه وتعالى على أنّه هوّن المصيبةَ عليّ ولم يصبني بأعظم منها، وقد كان السلف رحمهم الله تعالى يفرحون بالبلاء والمرض، كما رُوي عن سيّدنا إبراهيم بن عبد الله رحمه الله تعالى قال: صُدِع سيدنا فتحٌ المَوصِلي رحمه الله تعالى فعَرَج فقال: يا ربّ! ابْتَليتَني ببلاء الأنبياء، فشُكرُ هذا أنْ أصلِّيَ الليلةَ أربعمائة ركعةٍ[2].

صلوا على الحبيب!        صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "تاريخ مدينة دمشق"، لابن عساكر، زياد بن عبيد، ۱۹/۱۹۱.

[2] "حلية الأولياء"، فتح بن سعيد، ۸/۳۲۴، (۱۲۳۶۲).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29