بها، ومصيبة يجب عليه الصبر عليها، وأمر ينفذه ونهي يجتنبه، وذلك لازم له إلى الممات[1].
أيها الإخوة الكرام! إذا تأمّلنا في أنفسنا انكشفَ لنا أنّ جسدنا كلّه هو مركز لنِعمٍ لا حصر لها مِن الله تعالى، فعلى سبيل المثال: قد أعطانا الله سبحانه وتعالى نفَسًا للمحافظة على الحياة، وأقدام لنمشي بها، وأيدي لنمسك بها، وأعين لننظر بها، وآذان لنسمع بها، وأنوف لنشمّ بها، وألسن لننطق بها، وجهاز هضم ومعدة لنهضم بها وأمعاء، وغير ذلك مِن النِّعَم التي نتمتّع بها ليلًا ونهارًا، لا تعدّ ولا تحصى ولا مثيل لها، ولكنّ السؤال الّذي يطرح نفسه: هل حاولنا أنْ نؤدّي حقّ النِّعَم بشكرها؟ أمْ أنّنا نستحقّ النّار بسبب اسْتعمالها في معصية الله القهّار -والعياذ بالله تعالى-.
القانون الإلهي المتعلّق بصعود وسقوط الأمم
تذكّروا أيها الأحبّة! أنّ الأمم التي عصت ربّها وانْغمست باللّهو والترف سقطت في حفرة الهلاك كما جاء في "تفسير صراط الجنان": مِن السنن الإلهيّة أنّ نعمة قوم ما لا تستبدل بالعذاب إلّا إذا أثبتوا أنّهم لا يستحقّون تلك النعمة بسبب أعمالهم الفاسدة، وهذه سنّة ثابتة مِن السنن الإلهيّة لصعود وسقوط الأمم الماضية والحاضرة، وأنّ الشكر