عنوان الكتاب: تقدير نعم الله وشكره عليها

رضي الله تعالى عنه: «يَا عَلِيُّ! لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ»[1].

والمراد مِن النظرة الأولى: هي نظرة وقعتْ فجأة على امرأة دون قصدٍ، وأمّا النظرة الأخيرة فهي فليست مِن الفجأة، فإذا واصل النظر إليها ولم يصرفها وأقرّها فهي مثل الثانية ويكون بها آثم[2].

أيها الأحبّة! يُستفاد مِن الحكاية السابقة أنّ سلفنا الصالحين رحمهم الله تعالى كانوا يرتادون المساجد لأداء الصلاة جماعة رغم كونهم محرومين مِن نعمة البصر؛ لأنّهم كانوا يعتقدون أنّهم يتمتّعون بالنِّعَم الأخرى، مثلًا: اليدين والقدمين وما إلى ذلك مِن الأعضاء السليمة وإنْ لم يكن لديهم نعمة البصر، ويأتون إلى المساجد لأداء صلاة الجماعة ولو بمساعدة الآخرين، فيا ليتنا! نعرِف قدر النِّعَم بالمعنى الحقيقي ونستفيد مِن بركة وهمّة هؤلاء الصالحين، فنغضّ أبصارنا عن الحرام، ونتشرّف بحضور المساجد، ونحرص على صلاة الجماعة.

وبحمد الله سبحانه وتعالى ومنّه وكرمه فإنّ فضيلة الشيخ محمّد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى يرغّب المسلمين دائمًا في


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب الأدب، باب ما جاء في نظرة الفجاءة، ۴/۳۵۶، (۲۷۶).

[2] "مرقاة المفاتيح"، كتاب النكاح، ۶/۲۸۲-۲۸۳، مختصرًا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

29