فقال اللهُ لِلطَّالِبِ: اِرْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الجِنَانِ.
فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! أَرَى مَدَائِنَ مِنْ ذَهَبٍ وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا أَوْ لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا أَوْ لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟
قال: هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ.
قال: يَا رَبِّ! وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ؟
قال: أَنْتَ تَمْلِكُهُ.
قال: بِمَاذَا؟
قال: بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِيكَ.
قال: يَا رَبِّ! فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ.
قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَخُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ».
فقال سيدنا رسول الله ﷺ عِنْدَ ذَلِكَ: «اِتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ»[1].
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
أيها الأحبة الكرام! هناك عدّة نقاط في الحديث السابق:
(١) أنّه لَمْ تقم الساعة بعد، وكذلك لم يحن وقت الحساب والجزاء للعباد بعد، وعلى الرغم مِن ذلك لَمْ يشاهدْ سيّدُنا الحبيب المصطفى ﷺ
[1] "المستدرك على الصحيحين"، كتاب الأهوال، باب إذا لم يبق من الحسنات فيحمل يوم القيامة من الأوزار، ٥/٧٩٥، (٨٧٥٨).