عنوان الكتاب: أهمية الصلح وثمراته

أحداث يوم القيامة قبل وقوعها فحسب؛ بل أيضًا حدّث بها أصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

(٢) إنّ أمر حقوق العباد خطير جدًّا لدرجة أنّ المظلومَ مِن العباد سيتقدّم بدعوى ضدّ مَن ظلمه بين يدي الله تعالى في أرض المحشر ليطالب بحقّه، لكن مع الأسف! الكثير منّا بسبب البُعد عن الدِّين والأعمال الصالحة أخذوا يتهاونون في حقوق العباد، مثلًا: هناك رِجال الأعمال لا يؤدّون حقوق عُمَّالهم وكذلك العمّال يضيّعون الحقّ الواجب عليهم تجاه أعمالهم ويضرّون بأهلها، وشاع بيننا مِن الآباء مَن لا يؤدّي حقوق الأبناء وكذلك انتشر العقوق من الأبناء، وكثر تقصير الزوجات في حقّ الأزواج، كما تهرب الأزواج مِن أداء الحقوق تجاه زوجاتهم، وقد تدور حروب ضروس بين الأقارب لسنين طويلة من أجل بعض الحقوق.

وتذكّر أخي المسلم! أنّك إذا غصبتَ حقَّ أحدٍ في الدنيا يجب عليك أنْ تؤدّيه حقّه هنا أو تطلب العفوَ منه قبل يوم القيامة، وإلّا ستكون ندامة شديدة في الآخرة، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا الحبيب المصطفى : «لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ»[1].


 

 



[1] "صحيح مسلم"، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، ص١٠٧٠، (٦٥٨٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31