عنوان الكتاب: أهمية الصلح وثمراته

قال العلّامة مظهر الدين الزيداني رحمه الله تعالى في شرح هذا الحديث: "الجَلحَاءُ": الشاةُ التي لا قرن لها، و"القَرنَاء": ضدُّها؛ يعني: لو نطح شاةٌ قرناءٌ شاةً جلحاءَ في الدنيا فإذا كان يوم القيامة يُؤخذ القرنُ مِن الشاة القرناء وتُعطى الجلحاءُ قرنًا حتّى تقتصَّ لنفسها مِن الشاة القرناء.

فإنْ قيل: الشاة غير مكلَّفة فكيف يُقتصّ منها؟

قلنا: الله تعالى فعَّالٌ لِمَا يريد، لا يُسألُ عمّا يفعلُ وهم يُسألون، والغرض مِن هذا: إعلام العباد أنّه لا تضيّع الحقوقَ، ويُقتصّ حقّ المظلوم مِن الظالم، وتوفَّى كلّ نفس ما كسبت[1].

(٣) إنّ العيش في سلام مع بعضنا البعض هو عملٌ محبوبٌ عند الله تعالى، حتّى يصلح جلّ جلاله بين عباده المؤمنين يوم القيامة ويدخلهم الجنّة، فعلى المسلم أنْ يعيش في سلام مع الآخرين ويجعل المجتمع آمنًا وينشر المحبّة والمودّة حتّى يرضي الله تعالى ورسوله فيدخل الجنّة ويتمتّع بنعمها ويتجنّب ذلّ الآخرة.

أخي الحبيب! احرِص أنْ تكون مبادرًا في المصالحة بين المسلمين، مخالفًا نفسك وهواك ولو كنتَ أكبر سنًّا منهم ولم تقصر في حقّهم، ولا شكّ أنّ الإصلاح بين المتخاصمين سنّةٌ جليلةٌ حثّ عليها سيدُنا الحبيب المصطفى ، وأمر الله سبحانه وتعالى بها في محكم تنزيله


 

 



[1] "المفاتيح في شرح المصابيح" للمظهري، كتاب الآداب، باب الظلم، ٥/٢٥٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31