عنوان الكتاب: الوضوء والعلم الحديث (على المذهب الشافعي)

ينبغي أن نتوضّأ مراعاة للآداب الظاهرة والباطنة ابتغاء رضوان الله تعالى.

وصفة من التصوف

قال الإمام محمد بن محمد الغزالي رحمه الله تعالى: مهما فرغ مِن وضوئه وأقبل على الصلاة فينبغي أن يخطر بباله أنّه طهّر ظاهره وهو موضع نظر الخلق، فينبغي أن يستحي من مناجاة الله تعالى من غير تطهير قلبه وهو موضع نظر الربّ سبحانه وتعالى.

وأضاف رحمه الله تعالى قائلًا: وليتحقّق أنّ طهارة القلب بالتوبة والخلو عن الأخلاق المذمومة والتخلّق بالأخلاق الحميدة أولى، وأنّ مَن يقتصر على طهارة الظاهر كمَن أراد أن يدعو مَلِكًا إلى بيته فتركه مشحونًا بالقاذورات واشتغل بتجصيص ظاهر الباب البراني من الدار وما أجدر مثل هذا الرجل بالتعرّض للمقت والبوار![1].

السنّة لا تحتاج إلى تحقيق العلم العصري

أيّها الإخوة الأعزّاء! اعلموا أنّ سنّةَ رسول الله لا تحتاج إلى العلم العصري لإثبات مصداقيتها، فهدفنا اتّباعُ السنة النبوية وليس اتّباع العلم العصري، ويمكن أن أقول: النتيجة التي يصل إليها الخُبَراء الأوروبيون بعد المجهودات الطويلة قد وصل إليها رسول الله قبل فترة طويلة من الزمن.


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، كتاب أسرار الطهارة، بيان كيفية الوضوء، ١/١٨٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26