بإلقاء كلمات قاسية على أحدٍ، أو بوقوع في غيبة شخصٍ ما، ولذلك كان الإمام الأعظم رحمه الله تعالى يحفظ لسانه ولا يتكلّم إلّا قليلاً.
كما قال سيدنا شريك رحمه الله تعالى: كان الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى طويل الصمت كثير العقل والفقه، قليل المجادلة للنّاس، قليل المحادثة لهم[1].
وقال سيدنا ابن المبارك رحمه الله تعالى: قلت لسيدنا سُفيَان الثَّوري رحمه الله تعالى: يَا أَبَا عبد الله! مَا أبعد أَبَا حنيفَة رحمه الله تعالى مِن الْغَيْبَة مَا سمعتَه يغتاب عدوًّا لَهُ قطّ.
فقال: هُوَ وَالله! أَعقلُ من أنْ يُسَلِّطَ على حَسَنَاته مَا يذهب بهَا[2].
وقال سيدنا ضميرة رحمه الله تعالى: لم يختلف النّاسُ أنّ أبا حنيفة رحمه الله تعالى كان مستقيم اللِّسان لم يذكر أحدًا بسوءٍ، وقيل له: الناس يتكلّمون فيك ولا تتكلّم في أحدٍ؟
فقال: هو فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء.
وقال سيدنا بُكَير بن معروفٍ رحمه الله تعالى: ما رأيتُ رجلًا أحسنَ سيرةٍ في أمّة محمد ﷺ من أبي حنيفة رحمه الله تعالى[3].