الإمامُ الأعظمُ رحمه الله تعالى عددًا مِن الصَّحابَةِ بحسب الروايات المختلفة، وسَمِعَ الحديثَ مِن بعضهم مُباشَرةً[1].
بعض أوصافه الجميلة
يقول سيدنا أبو نعيم رحمه الله تعالى: كَانَ الإمام أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تعالى حسن الوَجْه وَالثَّوْب والنعل وَالبرّ والمؤاساة لكلّ مَن أطاف بِهِ[2].
وكان متوسطَ القامة ليس بالقصير ولا بالطويل، وأحسنَ الناس منطقًا، وكثيرَ التعطّر يعرف بريح الطيب إذا أقبل وإذا خرج مِن منزله قبل أن تراه[3].
وكان الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى يقضي لياليه وأنهاره في تعليم العلوم الدينيّة وعبادة الله تعالى، كما قال سيدنا مِسعَرُ بنُ كِدامٍ رحمه الله تعالى: أتَيْتُ سيدنا أبا حنيفةَ رحمه الله تعالى في مَسجِدِه فرَأيْتُه يُصلِّي بالغَداةِ، ثمَّ يَجْلِسُ للنّاسِ في العِلْمِ إلى أنْ يُصلِّيَ الظُّهْرَ، ثمّ يَجْلِسُ إلى العَصْرِ، فإذا صلّى العَصْرَ جلَسَ إلى المغرِبِ، فإذا صلّى المغرِبَ جلَسَ إلى أنْ يُصلِّيَ العِشاءَ، فقلتُ في نفْسِي: هذا الرجُلُ في هذا الشُّغْلِ متَى يَتفَرّغُ للعِبادةِ!؟ لَأَتَعاهَدَنّهُ.