مكانة الإمام أبي حنيفة رحمه الله
رُوي عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَوْ كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ نَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ»[1].
قال العلّامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: إنّ الإمام أبا حنيفة رحمه الله تعالى هو المراد مِن هذا الحديث ظاهرٌ لا شكّ فيه؛ لأنّه لم يبلغ أحدٌ أي: في زمنه من أبناء فارس في العلم مبلغه ولا مبلغ أصحابه، وفيه معجزة ظاهرة للنبي ﷺ حيث أخبر بما سيقع[2].
أيها الإخوة الأكارم! لقد تبيّن لنا من الكلام السابق أنّ سيدنا رسولَ الله ﷺ كان يعلمُ الغيبَ بعطاء الله تعالى، ولذلك أخبر ﷺ عن مهارات علميّة عالية للإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى قبل مجيئه إلى الدنيا ووقع كما قال ﷺ، فجاء الإمام الأعظم رحمه الله إلى هذا العالَم وذاع صيتُه في أرجاء العالَم، وانتشر علمُه في أصقاع الأرض، وإذا نظرنا إلى اسمه "النعمان" في معناه اللغوي وجدناه مرتبطًا بمسماه.
قال العلّامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: اتّفقوا على أنّه "نعمان"، وفيه سِرّ لطيف إذ أصل النعمان الدم الّذي به قِوام البدنِ، ومِن