فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ؟ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي»[1].
أيها الأحبَّة الأكارم! تبيّن مِن هذا الحديث الشريف أنّه كما أنّ إيجاد عيب في مبيع جريمةٌ، فكذلك إخفاء عيبٍ حادثٍ به طبيعيًّا جريمةٌ أيضًا، لاحِظوا! ألحقَ سيدنا رسول الله ﷺ إخفاءَ الغلّة المبلّلة بالمطر بالغشّ، وفّقنا الله تعالى وإيّاكم لتجنّب آفة الكذب والغشّ في العمل مع مراعاة الأحكام الشريعة فيه، آمين يا ربّ العالمين.
الإمام أبو حنيفة في الورع والتقوى
إخوتي في الله! غَشُّ المسلمين عادةٌ سيّئةٌ للغاية، إذا بِعنا سلعةً معيبةً باليمين الكاذبة بدون بيان العيب فقد أضَعنا حقَّ المشتري، وسيجب علينا دفعُ مُكَافَأَته يومَ القيامة، فمَن أراد تجنُّب الندامة والفضيحة في أرض المحشر فلا يتأخَّر في أداء حقوق الناس الواجبة عليه، وليطلُب العفوَ على الفورِ من أولئك الذين أتلفَ حقوقَهم في الماضي، وعليه أن يكون في القادم شديدَ الحذر في هذا الأمر، مِن المهم! التحكّم في اللسان بشكلّ خاصّ في هذا الصدد؛ لأنّ اللِّسانَ يوقعُ صاحبه في المعاصي أكثر من أيّ عضو آخر، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى الخزي يوم القيامة