عنوان الكتاب: لمحة عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله

ثمّ بلغنا أنّه سأل الله تعالى أنْ يحجُبَه عن هذا الكشف لما فيه مِن الاطّلاع على سَوْءات الناس، فأجابه الله إلى ذلك[1].

أيها الإخوة الكرام! هل عرفتم كيف كان سيّدنا الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله تعالى يبصر بفراسته سَوْءات الْمُتوضّئين في الماء المُتقاطر مِن أعضائهم! وهذه كانت كرامة عظيمة له، لكن كره الاطّلاع على سَوْءات النَّاس وسألَ اللهَ تعالى أنْ يحجُبَه عن هذا الكشف فاستجاب الله دعاءه، وهنا عبرةٌ وعظةٌ لمن يدّعي حبَّ الإمام الأعظم رحمه الله تعالى ثمّ لا يتبع طريقته ويتتبّعُ عيوبَ الناس وعوراتهم مِن خلال طرح أسئلة متقاطعة.

فاعلموا إخوتي! أنّ التفتيشَ عن عيب المسلم دون مصلحةٍ شرعيّةٍ وحبَّ التطلُّع إلى عوراته؛ هو مِن المعاصي والذنوب، ومِن الأسباب المفضيَة إلى النار، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا[الحجرات: ١٢].

بيان خطأ العالم حرامٌ مِن وجهين

إنْ أظهرَ العيوبَ أمامَ شخصٍ آخر ويَعلمُ أنّ هذه العيوب لفلانٍ فهذا معصيةٌ؛ لأنّها غيبةٌ، وإنْ أظهرَ عيوبَ عالمٍ مِن علماء الدين فهذه معصيةٌ أشدُّ وأخطرُ، فقد قال سيّدنا الإمام محمّد بن محمّد الغزالي رحمه الله تعالى: إنّ بيانَ خطأ العالِم حرامٌ مِن وجهين.


 

 



[1] "الميزان الكبرى" للشعراني، كتاب الطهارة، الجزء الأول، ص ١٣٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28