عنوان الكتاب: لمحة عن الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله

آفات كثرةِ الكلام

أيها الإخوةُ! قد عرفتم أنّ الإمامَ أبا حنيفة رحمه الله تعالى كان يختارُ الصمتَ في مُعظم الأحيان لتجنُّب آفات اللسان، وما كان يتكلّمُ إلّا للضرورة، وبالطبع، فإنّ الإفراط في الكلام والتحدثَّ دون تفكير يمكن أن يوجب لنتائج خطيرة للغاية، وأن يصبح سببًا لسخط الله الأبدي، لذا تطبيقُ حال الصَّمت على النفس أفضلُ علاجٍ لذلك، ومن المفيد جدًّا أن يعبّر عن قوله بالكتابة أو بالإشارة يوميًّا ولو قليلًا ليتعوّد على الصَّمت؛ لأنّ مَنْ يَتكلَّم كثيرًا يخطأ كثيرًا ويبوح بالأسرار أيضًا، ومن الصعب جدًّا أن يتجنّب مثل هذا الشخص المعاصي؛ كالغيبة والنميمة وإظهارِ عيوب الآخرين بل قد تخرُج مِن لسانه كلماتٌ كفريّة العياذ بالله.

مع الأسف الشديد! الصحبةُ الصالحةُ قد ندرت في الوقت الحاضر، يبدو بعض الناس في مظهرهم الخارجي أنّهم صالحون ولكنّهم ليسوا كذلك في الحقيقة، فيقضون أغلب أوقاتهم في الثرثرة بدلًا من قول الخير، رحمنا الله تعالى جميعًا ووفّقنا وإيّاكم لتطبيق حال الصمت على أنفسنا، آمين بجاه خاتم النبيّين .

وقد رُوي عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا رسول الله : «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيْهِ»[1].


 

 



[1] "سنن ابن ماجه"، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، ٤/٣٤٤، (٣٩٧٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28