ولكن في مثل هذه المناسبة يجب علينا أن نربّي ولدنا بأن لا ينبغي له إدارة العمل بالخداع والأكاذيب وإلّا فإنّ العمل سيكون على حافة الانهيار بسبب آفته، والذي يؤدّي إلى الإفلاس وفي الآخرة قد تكون مهانته وفضيحته ويؤمر به إلى النار، فيجب على الخادع أن يتدبّر في الحديث الآتي: فعن سيدنا أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا الحبيب المصطفى ﷺ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»[1].
فمَن هو الشخص الذي يُحبّ لنفسه أن تصل بضائع مغشوشة إليه غشًّا وكذبًا، ويؤخذ منه الربا والرشوة؟ ومَن هو الذي يودّ أن يُفرَغ جيبه ممّا فيه من نقود استغلالًا لسذاجته؟ بالطبع، لا أحد يحبّ هذه الأشياء لنفسه، فلماذا يُرضى لإخوة المسلمين الآخرين بهذه؟!
من غشّنا فليس منّا
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أنّ سيدنا رسول الله ﷺ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا، فقال: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟».
قال: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ.