فقال: بخيرٍ، وقفتُ بين يدي مولاي بذُلّي وفقري، فجبر كسرى وقبل عذري وغفر لي الذنوب وبلغني المطلوب.
ثمَّ خرج هائمًا على وجهه، فرفعَتْ رابعة العدويَّة رحمها الله تعالى طرفها إلى السماء وقالتْ: سيِّدي ومولاي! هذا وقف ببابك ساعة فقبلتَه، وأنا منذ عرفتُك بين يديك، أترى قبلتني؟
فنُودِيَتْ في سرِّها: يا رابعة! مِن أجلكِ قبلناه وبسببكِ قربَّناه[1].
إخوتي الكرام! لقد لاحظتم كيف أنّ الصلاة عبادة جميلة! حيث أنَّ لصًّا يأتي ليسرق ثم يصلِّى بأمر السيّدة رابعة البصريَّة رحمها الله تعالى فيتذوق حلاوة الصلاة ويتلذَّذ بها حتَّى ينهمك فيها طوال الليل، وبعدما يصبح يوفّق للتوبة فيتوب عن جميع معاصيه ويهدى إلى سواء الطريق.
وللأسف الشديد! يوجد في مجتمعنا مَن هم منغمسون في المحرَّمات والمحظورات مع أنَّهم يصلُّون، فما السبب في ذلك؟
أيها الإخوة الكرام! يمكن الإجابة عن هذا السؤال، وهي أنَّنا نؤدِّي الصلوات دون رعاية لسننها الظاهرة والباطنة وآدابها الصحيحة، لذا حُرِمنا ما يترتَّب عليها من البركات، ولو أنّنا توضَّأنا وأحسنّا وضوءنا وصلَّينا خاشعين وراعينا جميع وجباتها وسننها وآدابها لظهرت علينا آثارها وبركاتها.