عنوان الكتاب: أهمية الصلاة وفضلها

اللصّ يصبح وليًّا ببركة الصلاة

دخل لِصٌّ على السيّدة رابعة العدويَّة رحمها الله تعالى ليلًا، فنظر في البيت يمينًا وشمالًا، فلم يجد غير إبريق، فلمَّا همَّ بالخروج، قالت رحمها الله تعالى له: يا هذا، إنْ كنتَ من الشطَّار فلا تخرج بلا شيءٍ.

فقال: إنّي لم أجد شيئًا.

فقالت له: يا مسكين! توضَّأ بهذا الإبريق وادخُل إلى هذا المخدع، وصلِّ ركعتين فإنَّك لا تخرج إلَّا بشيءٍ.

ففعل ما أمرتْه، فلمَّا قام يصلِّي، رفعَتْ رابعة العدويَّة رحمها الله تعالى طرفها إلى السماء وقالتْ: سيِّدي ومولاي! هذا قد أتى إليَّ ولم يجد عندي شيئًا، وقد أوقفتُه ببابِك فلا تحرمه من فضلك وثوابك.

فلمَّا فرغ من صلاة الركعتين لذَّت له العبادة فما برح يصلِّي إلى آخر الليل.

فلمَّا كان وقت السحر دخلتْ عليه رابعة العدويَّة رحمها الله تعالى فوجدته ساجدًا، وهو يقول في عتابه لنفسه قائلًا:

إذا ما قال لي ربِّي:*****أمَا استحييتَ تعصيني؟

وتُخفي الذنبَ من خَلقي*****وبالعصيان تاتيني؟

فما قولي له لما*****يعاتبني ويقصيني!؟

فقالت رحمها الله تعالى له: حبيبي، كيف كانت ليلتك؟


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34