عنوان الكتاب: أهمية الصلاة وفضلها

أيها الأحبّة الكرام! ها هو إمامنا وحبّه للصلاة؛ فمع ما لحقه من مرضٍ طويلٍ وضعفٍ شديدٍ ومشقَّة في السفر ترك القافلة ولم يدع الصلاة تفوته، فيجب علينا ألّا نترك صلاة على أيِّ حالٍ من أحوال الفرح والحزن، ومَن لا يعرف أحكام الصلاة ومسائلها فلا ينبغي أن يستحيِ من التعلُّم لها، وأمَّا الذين يعرفونها ولا يصلُّون بسبب ما يخطر في بالهم من وساوس الشيطان وكون أنَّهم عصاة لا يسوغ لهم الحضور في المساجد والسجود لربِّ العالمين، أو أنّه يلزم علينا أن نعمل أوَّلًا أعمالًا صالحةً ثمّ نبدأ الصلاة، فعلى مثل هؤلاء عدم الالتفات لتلك الوساوس والمبادرة إلى الصلاة دون تأخير؛ وبإذن الله تعالى سينجون ممَّا هم عليه من المعاصي والذنوب، كما قال الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت :٤٥].

يقول المفتي محمّد نعيم الدين المرادآبادي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية الكريمة: مَن يلتزم بالصلاة ويؤدِّيها أداء حسنًا، سيوفّق يومًا لترك ما يرتكبه من الذنوب والمعاصي، كما رُوي عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ قَالَ: «إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ»[1].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "مسند أحمد بن حنبل"، مسند أبي هريرة، ٣/٤٥٧، (٩٧٨٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34