على أدائها فُرادًا في البيوت، فممَّا لا شكّ فيه أنّها أشدُّ وجوبًا علينا منهم إذ ليس لنا عذر ونحن أصحَّاء غير معذورين فَلنَهتَم بصلاة الجماعة أكثر، وَلنُؤدِّيها مع الرغبة والنشاط بعيدًا عن التهاون والكسل.
أحبّتي في الله! نحن عصرنا الحالي نرى الكثير ممّن يسابق غيره في أمور الدنيا، فإذا ملكَ أحدهم منزلًا واسع المساحة جميل البناء والمنظر نافسه الآخرون في امتلاك مثله، وإذا لبس أحدهم لباسًا فاخرًا سارع غيره لِيَلبِس مثل ذلك وربّما أحسن وأغلى منه، وإذا اشترى أحدهم سيَّارة غالية جميلة وحديثة حلِم الآخرون أن يكون لهم مثلها فيسعون في شرائها، وهكذا نرى التنافس الدنيوي العجيب.
وزبدة القول! أنَّ الناس أصبحوا حريصين على الأمتعة الدنيويَّة إلى حدٍّ لا يتّعبهم السعي في الحصول عليها ليل ولا نهار، ليتنا! لو كنّا في الأعمال الصالحة بمستوى هذا التنافس بل نصفه! ، ليتنا! نجد في قلوبنا الرغبة في إقامة الصلاة عند رؤية انطلاق الآخرين إلى المساجد، ليتنا! لو عشقَتْ قلوبنا المساجد وأحبّتها كما عشقها الآخرون وأحبُّوها.
وها هو الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى قد سافر أسفارًا بعيدةً وقطع مسافات طويلة، وتحمّل فيها ما تحمّل من مشقّات السفر ومتاعبه، إلّا أنّه مع ذلك لم يعرف أنَّه أدَّى صلاة بلا جماعة بل كان دائمًا ملتزمًا بصلاة الجماعة، فتعالوا لنسمع حكاية عنه في هذا الصدد: