اشتعال القبر نارًا
رُوي عن بعض السلف رحمه الله تعالى: أنّه دفَن أختًا له ماتَتْ، فسقط منه كِيسٌ فيه مالٌ في قبرها، ولم يشعر به حتّى انصرف عن قبرها، ثمّ تذكّرهُ فرجع إلى قبرها فنبشه بعد ما انصرف النّاس، فوجد القبر يشتعل عليها نارًا، فردَّ التراب عليها، ورجع إلى أمِّه باكيًا حزينًا، فقال: يا أمَّاه، أخبِرِيني عن أختي، وما كانت تعمل؟
قالت: وما سؤالكَ عنها؟
قال: يا أمَّاه! رأيتُ قبرها يشتعلُ نارًا.
فبكَتْ وقالَتْ: يا ولدي! كانَتْ أختُكَ تتهاون بالصلاة وتؤخِّرها عن وقتها.
فهذا حال مَن يؤخّر الصلاة عن وقتها، فكيف حال من لا يصلي؟ فنسأل الله أن يعيننا على المحافظة عليها في أوقاتها، إنّه جوّاد كريم[1].
أخوتي الأحبّة! يتجلَّى لنا من هذه الحكاية الرادعة أنَّ الكسل عن الصلاة والتهاون بها مِن أكبر الكبائر وأهمِّ أسباب عذاب القبر، فيجب علينا أنْ نؤدِّي الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد بحبٍّ وشوقٍ، وألّا نتهاون بها أبدًا، إذِ التهاون بالصلاة والتكاسل عنها أمارة مِن أمارات
[1] "كتاب الكبائر" للذهبي، الكبيرة الرابعة في ترك الصلاة، فصل في المحافظة على الصلوات...إلخ، ص ٢٦، و"مكاشفة القلوب"، الباب التاسع والأربعون في بيان عقوبة تارك الصلاة، ص ١٨٩.