النفاق، حيث إنَ المنافقين إذا قاموا إلى الصلاة مع المسلمين قاموا كسالى؛ وذلك لأنّهم ليسوا مؤمنين حقًّا فكيف يجدوا حلاوة العبادة ولذَّة الطاعة!؟ لذا لم تكن صلاتهم إلَّا مراءةً للنّاس، فقد قال الله تعالى فيهم: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ﴾ ]النساء: ١٤٢[.
قال الإمام الخازن رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ﴾ يعني: المنافقين، ﴿قَامُواْ كُسَالَىٰ﴾ يعني: متثاقلين، وسبب هذا الكسل أنّهم يتعبون بها؛ لأنّهم لا يريدون بفعلها ثوابًا ولا يريدون بها وجه الله عزّ وجلّ ولا يخافون على تركها عقابًا؛ لأنّ الداعي إلى فعلها خوف الناس، فلذلك وقع فعلها على وجه الكسل والفتور، ﴿يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ﴾ يعني: أنّهم لا يقومون إلى الصلاة إلّا لأجل الرياء والسُّمعة لا لأجل الدين، ولا يرون أنّها واجبة عليهم[1].
وجاء في "تفسير صراط الجنان": إنَّ ترك الصلاة مطلقًا أو أداؤها مراءةً للناس وتركها في الخلوة، أو التخشّع والتخضّع فيها بين أظهر الناس والتسرّع والتعجّل فيها عند الانفراد، أو الاستغراق في أمور الدنيا دون محاولة استجلاب الخشوع والخضوع فيها، وغير ذلك كلّه مِن علامات التكاسل عن الصلاة والتهاون بها[2].