عنوان الكتاب: أهمية الصلاة وفضلها

وعن سيدنا كعب رحمه الله تعالى أنّه قال: الغيّ: هُوَ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ أَبْعَدُهَا قَعْرًا، وَأَشَدُّهَا حَرًّا، فِيه بِئْرٌ تُسَمَّى "الْهِيمُ"، كُلَّمَا خَبَتْ جَهَنَّمُ فَتَحَ اللهُ تِلْكَ الْبِئْرَ فَيُسَعِّرُ بِهَا جَهَنَّمَ[1]، قال الله تعالى فيها: ﴿كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا ٩٧[الإسراء: ٩٧].

وقال العلّامة إسماعيل حقّي رحمه الله تعالى: الغيّ وادٍ مِن جهنّم أُعِدَّ لِلزّاني، وشارِبِ الخمرِ، وآكل الرِّبا، وشاهد الزّورِ، ولأهلِ العُقوقِ، وتارِك الصّلاة[2].

إخوتي الأكارم! لقد سمعتم أنَّ الغي هو واد في جهنَّم أبعدها قعرًا، وأشدّها حرًّا، كلَّما خَبَت نار جهنَّم فُتح من ذلك الوادي فاشتعَلَت به، فتخيَّلوا حين يُلقى فيه تارك الصلاة كيف سيكون حاله!؟ ولا شكَّ أنَّ الجحيم مظهرٌ من مظاهر غضب الله وقهره، فكما أنَّ نعم الله ورحمته غير متناهية لا يمكن أن يحيط بها العقل الإنساني كذلك قهر الله وغضبه، فكلُّ ما يتصوّر في الدنيا مِن المؤلمات هو أهون ألَمًا ممّا يُعذَّب به في النار، فمثلًا: قلع أظافر الإنسان الحي بآلةٍ من الآلات، أو ضربه بالعصا وطعنه بالسكاكين أو كسر عظامه بدهسه بالسيّارة، أو وضع الملح والفلفل على أعضائه المقطوعة أو المجروحة، أو سلخ جلده أو إجراء عمليّة جراحيّة


 

 



[1] "تفسير البغوي"، ٣/١٦٨، [مريم: ٥٩].

[2] "روح البيان"، ٥/٣٤٥، [مريم: ٥٩].




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34