عنوان الكتاب: المحافظة على الأعمال الصالحة بعد رمضان

وفي روايةٍ أخرى: «جَعَلَ اللهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرٍ، فَشَهْرٌ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَسِتَّةُ أَيَّامٍ بَعْدَ الفِطْرِ تَمَامُ السَّنَةِ»[1].

أيها الأحبّة الكرام! قال العلماء: الأفضل أنْ تصام هذه الأيّام الستّة متفرّقة في شوّال، وإنْ صامها مجتمعةً أي: متتابعةً عقب يوم العيد مباشرةً فلا بأس[2].

يقول العلّامة محمد خليل القادري رحمه الله تعالى: يجوز لمن أراد صيام الستّ من شوال: أنْ يصومها مجتمعةً متتابعةً أو متفرّقةً، وأمّا مَن فرّقها أو أخّرها عن أوائل شوّال إلى أواخره فلا بأس، فالمقصود صيام ستّة أيّام عقب يوم الفطر قبل انقضاء الشهر، سواء مِن أوّله أو مِن أوسطه أو مِن آخره.

شهر أنزل فيه القرآن

قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ]البقرة: ٥٨[.

يقول العلماء: ذُكِر في هذه الآية الكريمة حكمةُ صيامِ شهر رمضان المبارك، وهي أنّ القرآن الكريم نزل فيه، ثمّ فرضَ الله تعالى الصيامَ في


 

 



[1] "السنن الكبرى" للنسائي، كتاب الصيام، صيام شوال والعشر، ٢/١٦٣، (٢٨٦١).

[2] "الدر المختار مع رد المحتار"، كتاب الصوم، ٣/٤٨٥، بتصرف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25