والطاعة، ولا يدري أحدٌ منّا أنّه سيَستقبلُ رمضانَ القادمَ أم لا! ولا يدري متى سينتهي أجلُه!
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
بكاء الحجر من خشية الله تعالى
ذكر الإمام عبد الكريم بن هوازن القشيري رحمه الله تعالى في كتابه "الرسالة القشيريّة" قيل: مرّ بعض الأنبياء عليهم السلام بحجرٍ صغيرٍ يخرج منه الماء الكثير، فتعجّب منه، فأنطقه الله معه، فقال: مُذ سمعتُ الله تعالى يقول: ﴿نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ ]التحريم: ٦[، وأنا أبكي مِن خوفه.
فدعا ذلك النبيُّ عليه السلام أنْ يجير اللهُ ذلك الحجر.
فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه: أنّي قد أجرتُه من النّار.
فمرّ ذلك النبيُّ عليه الصلاة والسلام، فلمّا عاد وجد الماءَ يتفجّر منه مثل ذلك، فعجب منه، فأنطق الله ذلك الحجر معه، فقال له: لِمَ تبكي، وقد غفر الله لك؟
فقال: ذلك كان بكاءُ الحزن والخوف، وهذا بكاءُ الشكر والسرور[1].
أيّها الإخوة الأعزّاء! لقد أنعم الله علينا بشهر رمضان المبارك، وإنْ كان لا يستطع أحدٌ منّا أنْ يَدّعي بشكلٍ قطعيٍّ ويقينٍ أنّه قد غُفِر له؛