عنوان الكتاب: المحافظة على الأعمال الصالحة بعد رمضان

فقال له الشيخ: يا ولدي! تُبْ إليه، فقد قال في محكم الكتاب: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ]طه: ٨٢[، ثمّ أمر الشيخُ القارئَ فقرأ: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَعۡفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ]الشورى: ٢٥[.

فصرخ الشابُّ وقال: واطرباه واشوقاه لي! مَن لم يزل إحسانه واصلًا إليّ وذيل حلمه مسبلًا عليّ وأنا مع ذلك أزيدُ في العصيان! ولا أرجعُ عن طريق الغيّ والخذلان! وهل يكون مثل هذا الوقت وقد صفا؟ والحبيب قد تجاوز وعفا! ثمّ صرخ ووقع ميتًا -رحمة الله عليه-.

قال العلامة شعيب بن سعد الحريفيش رحمه الله تعالى بعد ذكر هذه الحكاية الإيمانيّة: إخواني! كيف لا يبكي على فراق شهر رمضان المبارك!؟ كيف لا يتأسّف على شهر العفو والغفران!؟ كيف لا يحزن على شهر العتق من النيران!؟[1].

اغتنموا الأيّام المتبقّية من رمضان

أيّها الإخوة الأعزّاء! نسأل اللهَ سبحانه وتعالى أنْ يرزقنا وإيّاكم حبّ رمضان المبارك وهمّه، لا تزال الأيّامُ القليلةُ متبّقيةً من هذا الشهر الكريم، وستنتهي هذه الساعات المباركة قريبًا، وسيُودِّعنا رمضانُ المبارك بنُدبة الفراق، ولذلك اغتنموا الأيّام المتبقّية القليلة، وتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى واستغفروه، وحاولوا قضاء الساعات كلِّها في العبادة


 

 



[1] "الروض الفائق"، المجلس السادس في وداع شهر رمضان، ص ٤٥-٤٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25