عنوان الكتاب: المحافظة على الأعمال الصالحة بعد رمضان

وفاة شابّ خلال محاضرة إيمانيّة

قال بعض الصالحين رحمة الله عليهم: حضرتُ مجلس سيدنا منصور بن عمّار الواعظ رحمة الله عليه في آخر جمعةٍ من شهر رمضان، فذكر فضل صيامه وأجر قيامه وما أعدّ الله فيه لِمَن أخلص الأعمال وتجنّب الإهمال؛ فكأنّه يقدح زند وعظه على صمّ الأحجار، فما تحرّك في مجلسه باك ولا شكا عظم ذنبه شاك.

فلمّا رأى جمود مجلسه قال: يا قوم! ألَا باكٍ ما ظهر مِن عيوبه! ألَا راغب إلى الله تعالى في غفران ذنوبه! أمَا هذا شهر التوبة والغفران! أمَا هذا معدن العفو والرضوان! أمَا فيه تفتح أبواب الجنان! أمَا فيه تُغلق أبواب النيران! أمَا فيه يصفد كلّ مارد وشيطان! أمَا فيه تفرق خلع الإحسان! أمَا فيه يتجلّى الملك الديّان! أمَا فيه يعتق كلّ ليلة عند الإفطار ألف ألف عتيق من النّار! فما لكم عن ثوابه ضالّون وفي ثياب المخالفة رافلُون!؟ ﴿أَفَسِحۡرٌ هَٰذَآ أَمۡ أَنتُمۡ لَا تُبۡصِرُونَ ١٥]الطور: ١٥[، فتوبوا إلى الله جميعًا أيّها المؤمنون لعلّكم تفلحون.

فهاج المجلس بالبكاء والنحيب، وقام إليه شابٌّ وهو باك على ذنوبه حزينٌ كئيبٌ وقال: يا سيّدي! أتراه يقبل صيامي أو يكتب مع القائمين قيامي بعد أنْ جرى منّي ما كان من الذّنوب والعصيان!؟ فقد انقضى عمري في كسب المعاصي وغفلتُ بشقوتي عن يوم الأخذ بالنّواصي.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25