(٢) وجاء في روايةٍ أخرى: عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ الحبيب المصطفى ﷺ قال: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّةُ»[1].
(٣) كذلك جاء في حديثٍ صحيحٍ أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في "صحيحه": عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي الكريم ﷺ قال: «إِنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ»[2].
حقوق العباد لا تسقطُ ولو بعد أداء الحج
أيّها الإخوة! تبيّن لنا مِنْ ذلك أنّ الإيمانَ والأعمال الصالحة وسيلة لمغفرة الذنوب، قال العلّامة عبد الرؤوف المناوي رحمه الله: الحجّ والعمرة: يمحوان الذُّنُوبَ بِمَعْنى أَنّه سُبْحَانَهُ يكفّرهَا بهما، أمّا الْحَج فيُكَفِّرُ الصَّغَائِر والكبائرَ، وَأمَّا العمرَة فَالظَّاهِر أَنَّهَا إِنَّمَا تُكفِّر الصَّغَائِر[3].
واعلموا! أنّ المعاصي تُغفر بالحجّ المبرور ولكن حقوق العباد لا تسقط عن الحاجّ، وعلى سبيل المثال: مَنْ تأخّر في سداد الدَّين فإنّ إثم التأخّر يُغفر بالحجّ ولكن الدَّين لا يسقط عنه ما لم يُسدِّدْه.