عنوان الكتاب: الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام

فرضيّة الحج

أيها الأحبة الكرام! حجّ بيت الله الحرام فرضٌ على كلِّ مَن استطاع السبيل إليه، كما قال الله سبحانه وتعالى في كلامه المجيد: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗا﴾ [آل عمران: ٩٧].

وتبيّن لنا مِن هذه الآية الكريمة أنّ الحجّ ليس فرضًا على الجميع، إنّما هو فرض على مَنْ يستطيع السبيل إليه.

وقد روي عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، عن سيدنا النبيِّ الكريم ﷺ في قوله تبارك وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗا﴾ [آل عمران: ٩٧].

قال: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا السَّبِيلُ؟

قال: «الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ»[1].

أي: أنْ يملك زادَ ما يكفيه ذِهابًا وإيابًا، على أنْ يكون ذلك زائدًا عن نفقات مَنْ تلزمه نفقتُه، مثل الأهل حتّى يرجع مِن حجّه إلى بيته، ولا بدّ أنْ يأمن الحاجّ على نفسه في الطريق وإلّا فلا يكون مستطيعًا، وأمّا مَنْ يستطع الحجّ ولم يحجّ وليس له عذر شرعي فهو آثم ، ومَنْ جحد فريضة الحجّ فهو كافر.


 

 



[1] "المستدرك على الصحيحين"، كتاب المناسك، باب السبيل الزاد والراحلة، ٢/٨٥، (١٦٥٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33