حكاية رجل أعرابي أراد الحجّ
قال سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله: حدّثني رجلٌ من الحيِّ، وذكر من فضله، قال: سألتُ الله عّز وجلَّ أنْ يرزقني الحجّ ثلاث سنين، فأُرِيْتُ النبيّ ﷺ أتاني فقال لي: احضِر الموسم العام.
فانتبهتُ، وذكرتُ أنّه ليس عندي ما أحجّ به!
قال: فأتاني مِن الليلة الثانية، فقال: مثل ذلك.
فأتاني في الليلة الثالثة، وكنتُ قلتُ في نفسي: إنْ هو أتاني قلتُ: ما عندي ما أحجّ به؟
فقلتُ ذلك.
فقال: بلى، انظُر موضع كذا وكذا مِن دارك، فاحتفره، فإنّ فيه درعًا لجدّك أو لأبيك.
قال: فصلّيتُ الغداة، ثمّ احتفرتُ ذلك الموضع، فإذا درع كأنّما رفعت عنها الأيدي، فأخرجتُها، فبعتُها بأربعمائة درهم، ثمّ أتيتُ المِربَد (أي: الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم) فاشتريتُ بعيرًا أو ناقةً، وتهيّأتُ بما يتهيّأ الحاجّ، وبه أكملتُ الحجّ[1].
أحبّتي في الله! لقد أصبح واضحًا مِنْ خلال ذلك أنّ الحجّ لا يحتاج بالضرورة إلى المال، بل يحتاج إلى العزيمة والشوق، وبناءً على ذلك ينبغي