قصّة إيمانيّة حول الشوق والحنين إلى الحجّ
قال شقيق البلخي رحمه الله: رأيتُ في طريق مكّة مُقعدًا يزحف على الأرض، فقلتُ له: مِنْ أين أقبلتَ؟
قال: مِن سمرقند.
قلتُ: وكم لك في الطريق؟
فذكر أعوامًا تزيد على العشرة، فرفعتُ طرفي أنظرُ إليه مُتعجّبًا.
فقال لي: يا شقيق! ما لك تنظر إليّ؟
فقلتُ: مُتعجّبًا مِنْ ضعفِ مهجتك وبُعْدِ سفرتك.
فقال لي: يا شقيق! أمّا بعدُ سفرتي فالشوقُ يُقَرِّبُها، وأمّا ضعف مهجتي فمولاي يحملها، يا شقيق! أتعجّبُ مِنْ عبدٍ ضعيفٍ يحمله المولى اللّطيف! وأنشأ يقول:
أزوركُم والهوى صعب مسالكُه*****والشوقُ يحمل مَنْ لا مالَ يسعده
ليسَ المحبّ الذي يخشى مهالكه*****كلّا ولا شدّة الأسفار تقعده[1]
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
أيّها الإخوة! يا له من شغف للكعبة المشرفة! وقد لاحظتم بالفعل كيف يمشي الحاجّ المعاق على الأرداف ويجرّ نفسه جرًّا رغم إعاقته، ومنذ عشر سنوات لا يزال في طريقه إلى الحجّ.