أيّها الأحبّة! ها قد اقتربَتْ أيّام الحجّ، والسعيد مَن جاءته البُشرى بالحجّ وبدأ بالتحضير لهذه الرحلة الروحيّة، تتّجه قوافل الحجّاج إلى الحرم المكّي والمدني لأداء هذه الفريضة العظيمة، وتشهد الرحلات الجويَّة إقبالًا كبيرًا في هذا الوقت، ومِن الملفت للنظر أنّ العشّاق والمحبّين لرسول الله ﷺ يتوافدون إلى الحرمين الشريفين بأعداد كبيرة، نسأل الله أنْ يرزقنا وإيّاكم مثل هذه السعادة العظيمة، آمين ياربّ العالمين.
نرجو الله تعالى أنْ يكرمنا بلباس الإحرام للحجّ، ونكون بالحرم المكّي المبارك، ونتشّرف بشمّ نسيم الكعبة المقدَّسة، وتقِرُّ عيونُنا بمناظرها الملئية بالأنوار، نُقبِّل الْمُلتزم وأحيانًا الحجرَ الأسود، ونتشرَّف بأداء النّوافل تحت ميزاب الرحمة، ونرفع أصوات التلبية في منى وجبل عرفة ومزدلفة، نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يمنحنا سعادةَ الحجّ والعمرة وزيارة روضة رسول الله ﷺ مرارًا، ونُسافر إلى مكّة المكرّمة والمدينة المنّورة زادهما الله شرفًا وتعظيمًا، ونعودُ منهما ثمّ نذهب، نعودُ ونذهب لنزور مرارًا حتّى يكون مثوانا الأخير في المدينة المنوّرة في بقيع الغرقد، آمين بجاه النبي الأمين ﷺ.
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
مَن سيحجّ في الأعوام القادمة؟
قال الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ﴾ [الحج: ٢٧].