عنوان الكتاب: الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام

وفي روايةٍ أخرى: أنَّه صعد الصفا فقال: يا أيّها الناس! إنّ الله كتب عليكم حجَّ البيت العتيق، فسمعه ما بين السماء والأرض، فما بقي شيءٌ سمع صوتَه إلّا أقبل يلبّي يقول: لبّيك اللّهمّ لبّيك.

وفي روايةٍ أخرى: أنّه قال: إنّ الله يدعوكم إلى حجِّ البيت الحرام ليُثيبكم به الجنّةَ ويخرجكم من النَّار، فأجابه يومئذٍ مَنْ كان في أصلاب الرجال وأرحام النِّساء، وكلُّ مَن وصل إليه صوتُه مِن حجرٍ أو شجرٍ ومدرٍ وأكمةٍ أو ترابٍ[1].

قال الإمام مجاهد رحمه الله: فما حجَّ إنسانٌ ولا يحجّ أحدٌ حتّى تقوم الساعة إلّا وقد أسمعه ذلك النداء، فمَن أجاب مرّةً حَجَّ مرةً، ومَن أجاب مرّتين أو أكثر فالحجُّ مرّتين أو أكثر على ذلك المقدار[2].

أيّها الإخوة! بهذا يتّضحَ لنا أنّ الحجّاجَ الذين يتمتّعون بسعادة الحجّ، وينفقون أموالهم ويتحمّلون صعاب السفر، ويشعرون بالفخر والسعادة بأداء طواف الكعبة، ويقيمون في منى وجبل عرفة ومزدلفة، ويتمتّعون بالسّعي بين الصفا والمروة، ويتحمّلون الصعاب والتحدّيات المختلفة، فهم يعترفون بشكلٍ فعليٍ أنّهم مِن المحظوظين الذين استجابوا لنداء نبيِّ الله سيدنا إبراهيم عليه السلام.


 

 



[1] "التفسير الكبير"، الجزء الثالث والعشرون، ٨/٢١٩، [الحج: ٢٧]، بتصرفٍ.

[2] "التفسير الكبير"، الجزء الثالث والعشرون، ٨/٢٢٠، [الحج: ٢٧].




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33