عنوان الكتاب: الشوق إلى حجّ بيت الله الحرام

وقد جاء في كتاب "الفتاوى الهندية": فَالْحَجُّ فَرِيضَةٌ مُحْكَمَةٌ ثَبَتَتْ فَرْضِيَّتُهَا بِدَلَائِلَ مَقْطُوعَةٍ حَتَّى يَكْفُرَ جَاحِدُهَا[1].

واعلموا! أنّ الحج إذا فُرِض على المرء يجبُ أنْ يؤدّيه على الفور، ولا يجوزُ له بأيّ حالٍ مِن الأحوال أنْ يماطلَ في الأداء ويقول: سأذهب في العام القادم أو بعد تزويج البنات أو بعد إتمام الأعمال التجاريّة، قال العلماء: إذا وجبَ الحجُّ على الإنسان ولم يحجّ، وظلَّ يماطلُ فيه ويؤخِّره حتّى أصبح فقيرًا والحجّ لم يسقط عنه، في هذه الحال يجب عليه أنْ يقترض لأجل الحجّ، وإنّ الله سيُسهِّل له الاقتراض إنْ شاء الله[2].

الوعيدُ لتارك الحجّ المفروض

أيّها الإخوة الكرام! مَنْ لم يحجّ بعد وجوبه عليه ولم يستعد له فهو في خسارة كبيرة، حيث روي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّه قال: قال نبيُّنا الكريم ﷺ: «مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا»[3].

الله أكبر! يا له مِنْ وعيدٍ شديدٍ! وكان رسول الله ﷺ إذا رأى أحدًا اعتنق الإسلامَ يُعجب به أشدّ الإعجاب، ويحزَن شديدًا إذا لم يقبل


 

 



[1] "الفتاوى الهندية"، كتاب المناسك، الباب الأول في تفسير الحج، ١/٢١٦.

[2] "وقار الفتاوى"، ٢/٤٤٢، ملخصًا وتعريبًا من الأردية.

[3] "سنن الترمذي"، كتاب الحج، باب ما جاء من التغليظ...إلخ، ٢/٢١٩، (٨١٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33